عرفه الإنسان في القرن السادس قبل الميلاد
الصابون : قاتل منذ 2500 سنة!
أمل جاسم
الصابون منتج يستخدم مع الماء وذلك لطرد الأجزاء غير المرغوب فيها والموجودة على البشرة خصوصا الدهون، وذلك من خلال خاصية كيميائية تعرف بالرغوة.
وتحضر منتجات الصابون في شكل قوالب أو قشور أو حبيبات أو سوائل أو أقراص، وللصابون استخدامات عديدة فهو يستخدم للاستحمام والتنظيف اليومي، يمنع دهون الجسم الطبيعية من غلق مسام الجلد. كما ينظف الأطباء القروح والجروح بالصابون لقتل الجراثيم التي تسبب التلوث والعدوى. في حين تستخدم الصناعات المنظفات والصابون كمنظفات ومواد تزليق أو تشحيم أو تلميع، وتحتوي بعض زيوت المحركات على المنظفات التي تعمل على إزالة السناج أو السخام والغبار والجسيمات الأخرى التي ربما تضر بأجزاء المحرك، ويستخدم الصابون في تلميع المجوهرات.
يستخدم صناع إطارات المطاط الصابون على الإطارات الساخنة لمنع التصاقها بالقوالب المستخدمة في عملية إعطاء الإطار درجة الصلابة المرغوبة «تقسية المطاط».
عملية تصنيع الصابون تتطلب فهما كاملا للكيمياء، وكمبدأ عام باستطاعتنا أن نقوم بتصنيع الصابون إذا أدركنا أن تصنيعه يقوم بناء على تفاعل كيميائي بأبسط صورة بين الحمض والقاعدة والتي تعرف بعملية التصبن.
الصابون في الماضي
لا توجد معلومات عن متى وأين حضر الإنسان الصابون لأول مرة، ففي القرن السادس قبل الميلاد كان الفينيقيون يحضرون الصابون من دهن الماعز ورماد الخشب، وكان الصابون في الأزمنة القديمة يثمن بوصفة مادة طبية، أما التعرف على خصائصه بصفته مادة تنظيف فقد تمت في وقت متأخر جدا.
واستخدم من عاشوا في بلاد الغال «فرنسا حاليا» صابونا أوليا «خام» في حوالي عام 100 ميلادية، وكان العرب المسلمون أول من اكتشف مادة الصودا الكاوية «النطرون» واستخدموها في صناعة الصابون والحرير الصناعي، وقد اكتشف مادة الصودا الكاوية جابر بن حيان، ثم انتقلت صناعة الصابون إلى أوروبا عبر الأندلس، ولم تبدأ صناعة الصابون في بريطانيا إلا في القرن الثالث عشر الميلادي.
وفي نهاية القرن الثامن عشر الميلادي اكتشف العالم الفرنسي نيكولا ليبلاك إمكانية صنع محلول القلي من ملح الطعام، وتلا اكتشاف ليبلاك اتساع صناعة الصابون وبيعه، وفي أمريكا الشمالية بدأت صناعة الصابون مع بداية القرن التاسع عشر الميلادي، حيث قام بعض الأفراد بجمع نفايات الدهون وقاموا بتحضير الصابون في صهاريج حديدية كبيرة، ثم يصبون الصابون المنتج في إطارات خشبية كبيرة ليتجمد ويقطعون الصابون المتجمد إلى قوالب كانت تباع من بيت إلى بيت. وفي بداية القرن العشرين أدخل صناع الصابون تعديلات ضخمة على جودة الصابون ولونه ورائحته وقدرته على التنظيف.
زيت جوز الهند ينتج صابون صلب غير قابل للذوبان حيث أنه لا يستخدم في المياه العذبة إلا أنه يرغي في المياه المالحة وبالتالي يستخدم كصابون بحري.
شجرة الصابون
هي اسم 13 نوعا من أشجار وشجيرات توجد في المناطق المدارية وشبة المدارية في شمال وجنوب أمريكا وآسيا وفي جزر المحيط الهادي، وثمار هذه الأشجار بنية اللون على الأغلب ضاربة للصفرة ذات غلاف كالجلد، والثمرة مركبة من فصين أو ثلاثة فصوص مستديرة وتحتوي الثمار والأوراق على مادة صابونية تسمى الصابونين، وعند تدليك الثمار أو الأوراق بالماء تنتج عنها رغوة يمكن استخدامها بديل للصابون، وتزرع هذه الأشجار ببذر بذوره أو بغرس شتلات منه في بداية فصل الربيع وينمو بشكل جيد في التربة الرملية الجافة.
شجر الصابون الصيني يعتبر من أشهر الأنواع، يوجد في المنطقة التي تمتد من الهند إلى الصين واليابان، وشجر الصابون الصيني دائم الخضرة وينمو إلى طول يصل إلى 18 مترا وثماره برتقالية بنية تحتوي على كمية وافرة من الصابونين.
وفي جنوبي الهند يستعمل شجر الصابون لأغراض متعددة حيث تستخدم أخشابه ذات اللون الأصفر في البناء وفي صنع عجلات عربات الجر النقل»، كما يستخدمون ثماره في غسل الملابس.
أما في جنوب الولايات المتحدة فينمو شجر الصابون الجنوبي كما ينمو في المناطق المدارية الوسطى والجنوبية من أمريكا. أزهار شجرة الصابون الجنوبي صغيرة بيضاء وثمار بنية برتقالية اللون. ويحتوي الصابون الشفاف عادة على زيت الخروع وزيت جوز الهند عالي الجودة ويعرف باسم الصابون القشتالي.
تحضير الصابون
الدهون أو الزيوت والمواد الكيميائية المعروفة بالقلويات هي المكونات الأساسية للصابون، ويستخدم صناع الصابون الدهون الحيوانية أو الزيوت النباتية مثل جوز الهند وزيت الزيتون، كما يستخدم أغلب صناع الصابون هيدروكسيد الصوديوم، أما هيدروكسيد البوتاسيوم فهو المادة القلوية في الصابون السائل وبعض أنواع صابون القوالب أو القطع، وهناك طريقتان رئيسيتان لتحضير الصابون:
* طريقة الغلاية: هذه الطريقة كانت تستخدم حتى بداية الأربعينيات من القرن العشرين، ولا يزال بعض أنواع الصابون يحضر بهذه الطريقة، وتستخدم صهاريج فولاذية طولها يصل إلى 3 طوابق وإمكانية لاحتواء 45.000 كجم من مكونات الصابون، ويقوم بخار الماء في الأنابيب الملفوفة حول الصهريج بتسخين خليط الدهن والقوي لعدة ساعات، حيث تثير الحرارة التفاعل الكيميائي المعروف بتفاعل الإماهه أو التصبن، الذي يؤدي إلى تكون قشدة الصابون في الخليط، حيث يضاف ملح الطعام للخليط لكي ينفصل إلى طبقتين ويرتفع الصابون «مرحلة الصابون الصرف» إلى أعلى الخليط ويبقى محلول القلوي الفائض والملح وسائل الجليسيرول أسفل طبقة الصابون. تضاف المكونات الأخرى مثل المواد العطرية والملونات والمطهرات إلى الصابون في خلاطات ضخمة تسمى بالركائز أو الخزانات، بعد ذلك تتجمد قشدة الصابون على شكل قطع أو قضبان أو تصنع على شكل قشور وحبيبات.
المكونات الرئيسية المستخدمة في صناعة الصابون السائل كبريتات الصوديوم والايثير، رباعي فوسفات البوتاسيوم، ماء، سيليكات الصوديوم، عطور وألوان، زيت جوز الهند، كحول ايثيلي وأمينات.
* طريقة المعالجة المستمرة : تختلف هذه الطريقة عن طريقة الغلاية، بأنها تحضر في خلال ساعات كمية من الصابون تعادل ما يحضر خلال أيام بطريقة الغلاية، ويستخدم في طريقة المعالجة المستمرة أنبوب الفولاذ المقاوم للصدأ «المميه»، ويبلغ قطر هذا الأنبوب 90 سم وارتفاعه 25م. يضخ الماء المضغوط عند ضغط مرتفع ودرجة حرارة 260م درجة مئوية في أعلى قمة المميه. وفي نفس الوقت تقوم آله بضخ الدهن الساخن في أسفل المميه، وحيث يتحلل الدهن إلى الأحماض الدهنية والجليسيرول، وترتفع الأحماض إلى أعلى المميه حيث تزال منه وتنقى وتخلط مع القلوي لعمل الصابون، ثم يخلط الصابون بالمكونات الأخرى في الركيزة ويشكل.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 121