بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

البلاستيك

عالم البلاستيك

عبدالوهاب السيد

قبل أن تبدأ بقراءة هذا الموضوع انظر حولك وحاول أن تذكر عدد الأشياء التي يدخل البلاستيك في تركيبهاوالتي نستعملها في حياتنا اليومية.

ستجد أن أكثر من 70% من أدواتنا اليومية مصنوعة من البلاستيك، كرباط ساعة المعصم، ونعل الحذاء، وأزرار القميص، والكثير من المنتجات الأخرى ...فما هو المنتج المذهل ؟

قد يندهش الكثير من الناس عندما يعلمون أن البلاستيك أحد منتجات البترول، فهو خليط من مواد عضوية، كالراتنج، والسيليلوز، والبرتين ...يتم تشكيلها بالضغط والحرارة لتصبح مركبات لدنا أو نصف صلب يحمل اسم البلاستيك.

وقد تم اكتشاف السليلويد عام 1869م وهو أول صورة للبلاستيك إلا أنه ظل مجرد منتج مهمل، حتى تم إنتاج البالكيت عام 1907 م، وهو أول صورة بلاستيكية يمكن استخدامها صناعيا ... وقد اقتصر استخدام البلاستيك طوال السنوات التاليةعلى الصناعة... ولم يحاول أحد استخدامه لأغراض أخرى ... ولكن هناك دائما بداية لكل شئ... وكانت البداية في منتصف الثلاثينات.

ففي ذات يوم، كان أحد خبراء البترول يشكومن زيادة من زيادة الرطوبة في جدران منزله، وماء يسببه ذلك من تلف لمواسير المياه وخاصة بعد أن أبدي السباك أسفة، عن عدم قدرته على ايجاد حل لذلك سوى عزل الجدران عن مصدر الرطوبة، أو البحث عن مسكن آخر ... وكانت الأزمة الاقتصادية الرهيبة، في تلك الآونة، تمنع تنفيذ أي من القرارين .. وكان على خبير البترول أن يبحث عن حل أخر ... وفجأة خطرة الفكرة برأسة ... وفي حماس أتى ببعض الأنابيب البلاستيكية من المصنع الذي يعمل به، وطلب من السباك استخدام بدلا من المواسير الحديدية ..

ونجحت الفكرة نجاحا مبهرا ... وكعادة الأمريكيين، لم يكتف خبير البترول بهذه النتيجة المحدودة ... وإنما راح يبحث عن ممول لتسجيل الفكرة ... ولم يكن الأمر بالبساطة التي تصورها ... فقد سخر معظم رجال الأعمال من فكرته ورفضوا تماما تسجيل اختراعه هذا ... ولكن حماس الرجل لم يفتر ... فقد بدأ يصنع المواسير البلاستيكية بقدر محدود، ويعرضها للبيع بأثمان بخسة ... ونجحت فكرته هذه المرة أيضا ... ومع الأرباح الوفيرة لمشروعة، انتبه رجال الأعمال إلى فكرته، فأسرعوا يتنافسون في صنع وبيع البلاستيك بجميع الأشكال من أطباق، وأزرار، وأكواب و...و...الخ.

ونسي خبير البترول في غمرة نجاحه أن يسجل حق تصنيع البلاستيك ، أو فكرة تحويله إلى التي سيحدثهاالبلاستيك ... ولكنه. شاء أم أبى – كان صاحب الفضل في بدء عصر جديد ... سيخلده التاريخ حتما ... هو عصر البلاستيك.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 9