بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الأحياء الحيوانية والنباتية المائية

البيئة البحرية والساحلية الكويتية التي تبلغ مساحتها حوالي 822 كيلومتراً مربعاً ويتناثر فيها تسع جزر كويتية تعد جزءاً من البيئة البحرية الخليجية التي تشكل مسطحاً مائياً صغيراً نسبياً تبلغ مساحته حوالي 249 ألف كيلومتراً. وهو خليج شبه مغلق حيث لا يربطه بالمسطحات المائية الكبيرة سوى مضيق ضيق هو مضيق هرمز الذي يبلغ عرضه حوالي 56 كيلومتراً فقط. ومن ثم فإن حركة التبادل المائي بين الخليج العربي والمسطحات المائية المفتوحة والكبيرة بطيئة نسبياً حيث تحتاج عملية تجديد مياهه فترة زمنية تتراوح مابين 3-5 سنوات، وهي فترة طويلة نسبياً تساعد على تراكم الملوثات التي تطرح مع مرور الوقت والوصول بها حتى وإن كانت قليلة الى المستويات الخطرة التي تحدث خللاً بالتوازن الإيكولوجي الطبيعي لبيئة الخليج البحرية بما يهدد جميع الكائنات البحرية نباتية وحيوانية ويؤثر سلباً في جودة المياه .و وهوخليج ضحل حيث يبلغ متوسط أعماقه حوالي 35 متراً، وتتسم سواحله الشرقية بانها أكثر عمقاً ( 40-70 متراً) عن السواحل الغربية التي تتسم بضحالة أعماقها ( 10-30 متراً) ومن ثم تتميز السواحل الغربية بوجود مناطق الشعاب المرجانية لتوافر البيئة الضوئية اللازمة لنمو المرجان في قيعان البيئة الساحلية الغربية. هذا ويمر بحذاء سواحل الخليج تيارات مائية تتحرك بصفة عامة ضد حركة عقرب الساعة، ومن ثم فهي تتحرك على الساحل الشرقي للخليج من الجنوب إلى الشمال وعلى الساحل الغربي من الشمال الى الجنوب، وهي حركة تسهم في تبادل نقل الملوثات المائية ان وجدت بين الساحلين. وهي سمة بيئية طبيعية تفرض على دول الخليج أن تتعامل مع هذه البيئة بصورة راشدة آمنة، وهو خيار استراتيجي حتمي ينبغي الالتزام به بما يحقق الحماية والصيانة لموارد هذه البيئة الهشة لصالح التنمية البحرية المستدامة ولحساب الأجيال الحالية والقادمة. كما أنها سمة بيئية تفرض بالحتم ضرورة التعاون الايجابي والفاعل بين دول الخليج في ضبط طرح الملوثات السائلة والصلبة في الخليج فالمسؤولية مشتركة والمنفعة متبادلة. 
وإذا ما قيمنا بيئة الخليج ايكولوجياً فانها تصنف كما ذكرنا آنفاً ضمن البيئات ذات النظم الايكولوجية الضعيفة أي أنها من البيئات ذات الحساسية الشديدة لما يطرح فيها من ملوثات لضعف قدراتها على استيعاب هذه الملوثات من خلال العمليات الطبيعية التي تتم ذاتياً داخل النظام الايكولوجي الطبيعي. ومن حيث ماتضمه هذه البيئة من أحياء فطرية نباتية وحيوانية يمكن القول أنها بيئة غنية بيولوجياً ، حيث تضم أنواعاً عديدة من هذه الأحياء، منها 250 نوعاً من الرخويات، 200 نوع من البلانكتون النباتي والحيواني، كما تشمل أكثر من 240 نوعاً من الأسماك، يعيش 95 منها في مناطق الشعاب المرجانية، و105 أنواع من الأعشاب البحرية. ويعد الحوت الHبيض من الثدييات النادرة، وكذلك بقر البحر والدلافين عديمة الزعانف والسلاحف البحرية، وكلها معرضة لخطر التدهور الاندثار نتيجة للصيد الجائر وما تتعرض له البيئة البحرية من تلوث مائي ( حراري وكيميائي و عضوي ).
منطقة المد والجزر هي المنطقة المحدودة بين أعلى مد وأدنى جزر ويمكن تقسيم الاحياء البحرية التي تعيش فيها بناء على طرق تأقلمها لتحمل الجفاف والتقلب في درجات الحرارة إلى أربعة أنواع على النحو التالي: 
1- كائنات ينحسر الماء عنها ويمكنها تحمل فترة الجفاف والتعرض للهواء الجوي، خلال فترة الجزر ومن هذه الكائنات سمكة أبوشلمبو وبعض أنواع السرطانات والحلزونات ونجم البحر والدولار الرملي. 
2- كائنات ينحسر الماء عنها ولكن تعيش تحت الصخور فتحمي نفسها من التعرض لأشعة الشمس والهواء الجوي، وفي العادة تظل قابعة في بقعة ماء تحت الصخر، ومنها أسماك النقاقة، وبعض الأصداف، والسرطان البني وربيان المسدس، وصغار الاخطبوط وبيض الخثاق. 
3- كائنات تعيش بداخل برك صغيرة لاينحسر عنها الماء خلال الجزر، ومن هذه الكائنات سمكة المنجوسة (جسجوس)، وأرنب البحر والسرطان الأزرق والجير ومحار اللؤلؤ وخيار البحر، وتتحمل هذه الكائنات ارتفاع درجة حرارة الماء خلال الجزر في الصيف وانخفاضها في الشتاء. 
4- كائنات تتحرك مع المد والجزر وبالتالي يغطيها الماء في كل الأوقات مثل الوحر والخوقعة والفريالة والشعم والميد وبعض أنواع اللخم. 
وتنتشر السبخات الطينية في الخليج العربي من شماله وحتى جنوبه وعلى ضفتيه، وتنحصر في منطقة المد والجزر وهي تحتوي على مكونات عالية من المذابات الغذائية مثل السليليكات والنيترات وهو مايجعلها مصدر غذائي هام للعديد من الكائنات البحرية وتنتشر السبخات الطينية في جنوب وشمال جون الكويت ومن أهم مكوناتها مسطحات الطحالب وأشجار القرم، وتحجز أشجار القرم الطين بين جذورها المتشابطة مما يؤدي إلى صلابة السبخات فتكون مصدراً هاماً لغذاء أنواع كثيرة من الكائنات البحرية وملجأ للعديد من الحيوانات البحرية. 
كما تنتشر في شواطيء وسواحل الكويت الأعشاب والحشائش البحرية في المناطق الضحلة التي يتخللها ضوء الشمس وعلى القيعان الطينية والرملية، وهي من النباتات المائية المزدهرة ولها جذور، ونصلها دائماً مغمور في الماء. وهناك نوعان من الحشائش شائعان في الخليج العربي بشكل عام هما هالوديلان، وهالوفيلا، وتسهم المسطحات العشبية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بتزويد العديد من الكائنات البحرية بالغذاء، فقد تكون الأعشاب بنفسها غذاء للعديد من الكائنات البحرية مثل سمكة الصافي أو أنها ملجأ لنمو الكائنات الدقيقة وخاصة البكتيريا، وهذه بدورها تكون غذاء للعديد من الكائنات البحرية الاخرى وخاصة الروبيان. أما مجتمعات الطحالب فتنتشر في نطاقات الساحل وفقاً لتأقلمها وفدرتها على تحمل الظروف المناخية، والعوامل الفيزيائية المؤثرة في تلك النطاقات أي حركة الأمواج ورذاذ البحر ومن الأنواع المنتشرة في مياه الخليج العربي بشكل عام طحلب السرجاسم ( القصيع) ويصل طوله إلى أكثر من متر ويشكل هذا الطحلب ملجأ آمن للكثير من صغار الأسماك والروبيان. 
وتعد البيئة الساحلية الكويتية وبخاصة المناطق الجنوبية من البيئات الغنية بالشعاب المرجانية لتوافر الظروف الطبيعية المناسبة لنموها ممثلة في ضحالة هذه البيئة، مما يتيح وصول الضوء إلى قيعان هذه السواحل، وتبرز قيمة الشعاب المرجانية في كونها موائل آمنة وغنية بالمواد الغذائية مما يجعلها منطقة مضيافة لأنواع كثيرة من الأحياء البحرية كالأسماك والقشريات والقنفذيات، كما أنها بيئة آمنة حيث تحمي الاحياء البحرية من خطر الأمواج والتيارات البحرية مما يساعدها على التكاثر والنمو بصورة طبيعية. كما يلجأ إليها أنواع كثيرة من الكائنات البحرية من خارج منطقة الشعاب للتكاثر مثل السلاحف البحرية حيث تجد فيها الأمان والغذاء. 
وقد تم رصد 35 نوعاً من المرجان الصلب في المياه الكويتية، منها 29 نوعاً من المرجان الباني للشعاب و6 أنواع من المرجان غير الباني للشعاب. أيضاً يحتوي الخليج العربي على ما لايقل عن 542 نوعاً من الأسماك، تشكل الأسماك العظمية منها حوالي 495 نوعاً، أما الباقي فهي أسماك غضروفية. 
ويمكن تقسيم مجاميع الاسماك في الخليج وفقاً لانتشارها ووفرتها، ونوعية المياه التي تعيش فيها إلى ما يلي: 
1- أنواع تعيش في مناطق ذات ملوحة منخفضة وطبوغرافية طينية وهي المناطق القريبة من مصبات الأنهار ومن هذه الانواع الصبور وأبوشلمبو ( نطاط الوحل)، والعديد من القشريات مثل الروبيان. 
2- أنواع تعيش في المياه العكرة نسبياً مثل أسماك الزبيدي والنويبي. 
3- أنواع تعيش في المياه الصافية ذات الطبوغرافية الصلبة مثل أسماك الهامور والشعري والحمرا. 
4- أنواع تعيش على الشعاب المرجانية مثل أسماك القين. 
أما أهم أنواع السلاحف التي تشاهد في الخليج العربي فهي نوعان السلاحف الخضراء، والسلاحف الصقرية المنقار، والسلاحف الخضراء أكبر حجماً اذا بلغ أعلى وزن تم تسجيلة لها في الخليج 168 كجم، وللسلاحف الصقرية المنقار 64 كجم. 
هناك أيضاً ما لا يقل عن 10 أنواع من الثعابين البحرية في الخليج العربي، كما يعتبر الخليج العربي أهم ملاجيء الطيور البحرية أثناء هجرتها ويقدر عدد طيور البحر التي ترتاد الخليج مابين 1- 2 مليون طائر وتشير الاحصائيات الى أن أعداد طير الغاق ( اللوهة) في الخليج تناقصت بحدود 40% عام 1991 عما كان عليه الحال عام 1981، وتعتبرالطيور البحرية التي تعيش في الجزر أو التي تقتات بالاسماك الصغيرة التي تعيش حول الجزر في حالة حرجة وخاصة الطيور التي تزور الجزر القريبة من الساحل فطبيعة معيشتها يمكن أن تؤدي الى تدهور أنواعها في المنطقة حيث تاتي غالبيتها في بداية الصيف لتضع بيضها ولايكون عادة هناك أي غطاء نباتي عدا بعض الشجيرات اليابسة أو بعض المرتفعات الصخرية التي تحمي هذه الطيور، وتضع بعض أنواع الطيور البحرية بيضها على الأرض دون غطاء وتضع أنواع أخرى من البيض تحت الشجيرات اليابسة أو في الغيران ويزور هذه الجزر العديد من الناس في أوقات مختلفة من السنة مما يجعل هذه الطيور تحت رحمة البشر مما يعرضها وبيضها للعبث من قبلهم وتخريب البيض كما أن اقتراب البشر من الطيور يفزعها ويدفعها إلى الطيران وترك بيضها وسرعان ما يفسد اذا بقي في أشعة الشمس لفترة طويلة.